غابات الدموع الغربيه

دخلت معها الى تلك الغابات ..
و لازلت واضعًا يدى فوق عيناها ..
احطت خصرها بذراعى لأقفز بها لأعلى قمة شجرة ..
اجلسها على احد الأفرع ..
و اخيرًا ازلت يدى من على عينيها و قلت بدفئ :
مرحبًا بكِ هنا ..

فتحت عيناي ناظره نحو الاعلي
لم ار السماء صافيه هكذا من قبل
الهواء الدافئ و الرائحه الجذابه لأوراق الأشجار اليانعه
ابتسمت قائله :
هل احضرتني إلي احد الاحلام اليكس ؟
التفت ناظره نحو الأسفل
مسافه شاهقه بيني و بين الارض
تمسكت بذراع اليكس بقوه و توترت قليلا ثم قلت :
المره القادمه اخبرني قبل ان
ابعدت عيني عن الارض ثم ابتسمت قائله :
لك ذوق رائع في اختيار الاماكن

امسكت يدها لأحتضنهما و قلت هامسًا بأذنها :
اتعلمين كم احبك ..
بعدد الأوراق الخضراء بالغابة ..
ضممتها الىّ وتابعت :
اترين جدول الماء الرفيع ..
انتِ بمثل نقاء مياهه ..
اريدك سعيدة باسى .. فماذا افعل لأسعدك ؟

بقاؤك هنا معي و شعوري بأنك جواري هكذا يعطيني سعاده لا مثيل لها
همست بها و انا انظر له ثم اغمضت عيني في مواجهه الهواء الدافئ :
في زمن اخر , حلمت ان اعيش حياه بسيطه هادئه
وسط مساحه خضراء واسعه و جدول ماء نقي
منزل خشبي صغير و لون ازرق بالسماء يضئ عبر سحب صغيره
موسيقي رقيقه و قلعه بعيده
فرسان و احصنه
فتحت عيني و ضحكت قائله :
اتدري ان هذا كان حلمي منذ ان كنت صغيره ؟
وضعت رأسي علي كتفه و امسكت بيده برقه و انا اهمس :
هل تظن الأحلام تتحقق

ضغطت على يدها برفق وقلت بدفئ :
نعم تتحقق ..
هممم لننظر هنا
ها هى المساحة الخضراء ..
و ها هو جدول الماء ..
ماذا ينقص .. كوخ خشبىّ ..
سهل إعداده ..
و أحصنة و خيول .. انها غابة ستجدينهم هنا بكثرة
والآن ما رأيك ان نعيش هنا ؟

ضغطت على يدها برفق وقلت بدفئ :
نعم تتحقق ..
هممم لننظر هنا
ها هى المساحة الخضراء ..
و ها هو جدول الماء ..
ماذا ينقص .. كوخ خشبىّ ..
سهل إعداده ..
و أحصنة و خيول .. انها غابة ستجدينهم هنا بكثرة
والآن ما رأيك ان نعيش هنا ؟

ضحكت بخفوت قائله :
هنا بهذا المكان الساحر
انا و انت فقط معا للابد
اغمضت عيني متابعه :
يبدو وقع هذا كحلم
فتحت عيني و نظرت نحوه
الهواء يحرك بعض من خصلات شعره و عينه تلمع كالنجوم
ازدادت خفقات قلبي و انا اهمس :
انا احبك اليكس
احبك حقا
و ساحبك دائما

رفعت يدها لأقبلها بحب و قلت :
و انا اعشق الهواء الذى تتنفسيه ..
فما قدر حبى لكِ ؟
سأترك تلك الإحصائية الصعبة لكِ لتحسبيها
والآن ..
حديثى جدىّ .. ما رأيك .. هل نبنى منزلًا الآن ؟

نبني منزل ؟ هنا ؟
نظرت نحوه قليلا ثم قلت :
هل نستطيع فعل هذا ؟ اليس هذا ممنوع ؟
وضعت يدي علي وجهه و همست :
ستفعل ذلك من اجلي ؟
ابعدت يدي و قلت و انا انظر لجدول الماء بالأسفل :
لكن
كيف ؟
سنترك القلعه ؟

ضغطت يداها على وجهى و قلت ناظرًا بعيناها :
افعل المستحيل لأجلك ..
و ليس ممنوعًا إن لم يعرفوا به
و ايضًا الغياب عن القلعة .. لنزورها كل بضعة ايام ..
اود ان اعيش هنا .. معكِ
نهضت واقفًا بمرح على ذلك الفرع السميك و قلت :
بإنتظار اوامرك للبدء سيدتى

ضحكت و طبعت قبله صغيره علي وجهه :
عندما تكون متحمس لفعل شئ ما
تصبح رائع بالفعل
نظرت نحو الارض الواسعه بالاسفل و قلت :
تعيش معي
كم احب وقع هذه الكلمه
نظرت نحوه مره اخري و قلت بمرح :
ماذا تقترح ان نفعل بالضبط ؟

كسرت احد الأغصان الرفيعة و ضربت بها على يدى برفق قائلًا بحماس مرح :
اولًا .. يسعدنى بل يجعلنى فى غاية السعادة ..
او لنقل انه منتهى آمالى .. ان تقبلى بان نعيش معًا ..
ثانيًا .. نكسر بعض الأشجار و نبنى منزلًا و نحاول الا نقتل انفسنا اثناء عملية البناء ..
ثالثًا .. اسرق بعض الاغراض من القلعة لجعل المكان ملائمًا للسكن
التفت لها مجددًا و نظرت لأسفل وقلت بإبتسامة واسعة :
ما رأيك ؟

ضحكت بقوه :
لكنني لا اعرف كيف اقوم بالبناء و انت كذلك ليست لديك فكره
حركت يدي ملتقطه الغصن بيده و انا اقترب منه و همست بحب :
انت مجنون

حملتها من وسطها لأحملها على كتفاى و قلت بمرح :
اعلم اننى مجنون ..
و سأريك قدراتى بالبناء ..
اعتقد اننى رأيت احدًا يشيد منزلًا من قبل ..
امسكت بساقيها بقوة و قفزت من اعلى تلك الشجرة ..
لأهبط ثانيًا احد ركبتى .. مستندًا بيدى الى الأرض
نظرت لها و قلت ببطء :
هل تريدى جولة اخرى ؟

اغمضت عيني بقوه مطلقه صرخه صغيره عندما قفز
ثم عندما وصلنا للارض اخذت نفس عميق متظاهره بالغضب
بعثرت شعره قائله :
افعلها مجددا و ساقتلك
نظرت نحو الاعلي حيث كنا و همست :
ياللهول اليكس
انحنيت للامام لانظر لوجهه و قلت بمرح :
غيرت رأيي
سيكون العيش معك كوارثيا

ضحكت بمرح و انزلتها لأمسك وجهها وقلت بمرح :
لا مجال للتراجع أميرتى ..
نظرت حولى بالمكان ببطء و قلت :
هممم .. الأشجار تظلل المكان .. لا شمس
لن نحترق
اين تريدين منزلك حبيبتى ؟

طوقت كتفيه بذراعاي و همست :
معك , اي مكان معك
عاد قلبي ليخفق بقوه مره اخري فابعدت يداي عنه و توجهت لاستند إلي احد الاشجار حتي اهدا
عندما كنت بشريا ؟
هل كنت تعيش بمثل هذه العصور , اعني القلاع و هذه الاشياء
اربعمائه عام فتره طويله حقا
لابد انك رأيت الكثير

إبتسمت بخفوت و إقتربت منها لأسند يدى الى جذع الشجرة جوار كتفها ..
و قلت بعد تفكير :
هممم .. نعم لقد رأيتها
فترة طويلة انا عجوز حقًا ..
هل تقبلين بى ..
اقتربت لأسند جبهتى على جبهتها و قلت ببطء :
انا احبك حقًا

تردد صدي ضربات قلبي بأذني عندما اقترب مني مره اخري
تشتت تركيزي و انا احدق بعينه
ثم سمعت كلماته فابتسمت قائله :
لا تقلق اقبل بك حتي ولو كنت ذو الف عام
ثم همست بصوت اكثر انخفاضا :
و انا اعشقك
تسارعت انفاسي فاغمضت عيني و اسرعت اركض مبتعده بخجل

توجهت إلي داخل الغابات
لا اعرف لم اقتادتني قدماي الي هنا
لكنني كنت اشعر بأنني افضل عندما اري المساحه الخضراء الفارغه تلك
استندت إلي احد الاشجار واضعه يدي فوق وجهي
لم اشعر بنفسي إلا وانا ابكي بقوه
انهرت جالسه ارضا ضامه قدماي الي و دفنت رأسي بين ذراعاي و بقيت ابقي لفتره من الوقت

تسللت الى الغابات بعدما غادرت بيلا الغرفة ..
الهواء المنعش .. جدول المياة ..
و لا احد بالمكان ..
تقدمت للداخل متوغلًا قليلًا ..
رأيتها هناك .. لم اعرف ما على فعله ..
التراجع ام الحديث اليها ..
فقط جلست اتجهت لأقتطف احد الزهور و إتجهت لأجلس الى جوارها ..
بصمت مررتها لها ..
و إنتظرت ان تهدأ

رفعت عيناي
جاك ؟
قلتها بهدوء وانا احاول تجفيف عيني حتي لا يري دموعي :
ما الذي تفعله هنا
هل أنت بخير ؟

اومأت برأسى بهدوء و قلت :
اعتقد ان انا من عليه ان يسألك هذا السؤال ...
لم تتسنى لى الفرصة لأشكرك على ما فعلتيه معى ..
لكنك لا تبدين بخير حقًا ..