البهو الأزرق , قاعه الذئاب

اخترقتنى كلماتها و حركت شيئًا بأعماقى ..
فقبلت جبهتها وقلت ببطء :
سأفعل حبيبتى

دخلت الى البهو بهدوء ..
وجلست على احد المقاعد انتظرها

دخلتُ البهو مُرتدية ثوب وردي وجدته في الخزانة ..،
اعتقد انها كان يخصها من قبل ..
ثم نظرتُ لجاك و ابتسمتُ قائلة ..،
أين القهوة ؟!

نظرت لها عندما جاءت و إبتسمت قائلًا :
جميلة ..
اممم القهوة ..
اللعنة نسيت ..
هل يجب ان نشرب قهوة ؟
قلتها و جذبتها لتجلس جوارى و قلت :
ان كنتِ مصممة سأفعل

جلستُ بجانبه و إبتسمتُ و أنا أضع رأسي على كتفه و أرفع يدي لأرى الخاتم و قلتُ ..،
لا تحب القهوة ؟!
ثم قلتُ له ..،
ما الذي آتى بك إلى هُنا ؟!
أعني كيف أصبحت هكذا ؟!

احطت كتفيها بذراعى و قلت بهدوء :
لا احب القهوة .. هل تحبينها انتِ ؟
صمتْ قليلًا ثم تابعت مبتسمًا بشرود :
جئت للأراضى عندما وصلتنى دعوة ..
من جهة مجهولة ..
باسى وجدتنى هناك و قامت بتحويلى ..
تمامًا كما فعلت معكِ ..
كلانا لم نعد نحن بيلا ..
لم اعد اسمع عزفك الجميل و لم اعد اخرج لتصوير الغابات ..
نحن نتحول ببطء الى ما ارادونا من البداية ان نكونه

نظرتُ له و ابتلعتُ ما اود قوله ..،
عزفي ؟ ..، انه لازال ..
نظرتُ للأرض محاولة السيطرة على ملامح وجهي ثم ابتسمتُ و قلتُ ..،
الأمر كذلك إذاً ..

ثم قلتُ ..،
أحب القهوة ..، بلا إضافات ..، أحبُ رائحتها للغاية ..،
ثم نظرتُ في عينيه و ابتسمتُ بحزن و نظرتُ لنيران المدفأة أمامنا .

نظرت لها و قلت بدفئ :
سأحضرها لكِ عزيزتى ..
قبلتُ جبهتها برفق وإتجهت لأحضر القهوة لها ..

عدت لها بـ كوب القهوة وجلست الى جوارها ..
نظرت لها وقلت بخفوت :
ما بكِ تبدين حزينة؟

صرخت بكل ما امتلكت من قوه عندما دلفت الي الداخل
تردد صدي صوتي وانا انحني ارضا متكومه حول نفسي ويداي حول رأسي
مزقني الالم تماما
فلم اعد املك سوي الصراخ
مجددا عادت صرخاتي تهز جدران القاعه
حاولت النهوض لكنني لم اعد امتلك الاراده الكافيه
فقط بقيت مكاني
اصرخ محاوله التخلص من الالم

نزلت للبهو عندما سمعت الصياح ..
حسبتها بيلا ..
فأنا لم ارها منذ زمن ..
لكنها ..
تمتمت بخفوت :
باسى !!
تحركت تجاهها بحذر و قلت :
اللعنة ماذا بكِ ؟

لم استطع استيعاب من يتحدث
فقط صرخت دون ان انظر اليه و الدموع تتساقط من عيني :
اجعله يتوقف
ارجوك اجعله يتوقف
ساعدني
انحنيت حول نفسي مجددا و لم اتمكن من الصراخ اكثر
فقط كنت ارتجف بقوه

لم اعرف ماذا افعل ..
اقتربت منها ببطء ثم عدت اجول بنظرى بحثًا عن اى شئ ..
فقلت بإضطراب :
ماذا افعل .. ؟

قبضت علي الارض بقوه وانا الهث
بدأت عيناي بالتوهج :
اقتلني ... ارجوك
وضعت يداي علي رأسي مجددا ثم اندفعت للأمام بقوه
لاظهر بالجهه الاخري من القاعه علي هيئتي الذئبيه
لكن سرعان ما تشتت الذئب و عدت لهيئتي الادميه مجددا
و انا اصرخ مره اخري منحنيه ارضا

قلت بـقلق :
اللعنة هذا سئ..
صعدت لـ أعلى و عدت اليها مجددًا ..
لأطوق رأسها ساكبًا مسكنًا للألم بـ فمها ..
وقلت بعد ان تركتها :
اهدأى فحسب ..
انا لا افهم منكِ شيئًا ..

صحكت بقوه مجددا و انا اعود لهيئتي الذئبيه
دون ادني سيطره علي نفسي
اندفعت نحوه بقوه لاقوم بنبش مخالبي بكتفه
ثم اندفعت نحو احد الاعمده
درت مره اخري وانا اعوي ثم عدت اسقط ارضا بهيئتي العاديه :
لا اعرف .. ماذا يحدث لي
ضربني الالم مجددا فصرخت :
جااااااااااااااك

عقدت حاجباى متأوهًا بخفوت ..
قبل ان انهض لأتجه نحوها ..
و قلت بتوتر :
باسى .. اللعنة اهدأى ..
هل احقنك بالفضة ؟

عدت اشدد قبضتي علي الارض قبل ان اندفع نحوه مره اخري
بهيئتي الذئبيه
نظره غضب عارمه و انا اتوجه اليه
لكنني تخطيته في اللحظه الاخيره واندفعت الي اخر القاعه
ادور حول نفسي بغضب
بدأت استجمع القدره علي التحكم بتحولي
و بدأ الألم يخف تدريجيا
نشبت انيابي بالأرض وانا اقف مزمجره
محاوله استجماع قوتي وانا انظر لجاك

زفرت ببطء ..
ان كنت استطيع فقط البقاء ذئبًا ..
عقدت حاجباى و قلت ناظرًا لها :
لما لا ..
تحولت لــ هيئتى الذئبية ..
و إتجهت لأقف امامها .. مطلقًا زمجرة هادئة ..

انطلقت نحوه بقوه
دافعه اياه لكن دون ان اجرحه
محاوله السيطره علي هيئتي اكبر فتره ممكنه
انحنيت مزمجره بغضب ثم عويت بقوه و انطلقت للأراضي

عدت لهيئتى البشرية سريعًا..
و قلت بغضب :
اللعنة ..
و خرجت خلفها من المكان ..

توجهت إلي داخل القاعه
انظر عبر الأبواب للحظات ثم تسللت للداخل
هيا باسي , تستطيعين فعلها
اخذت نفسا عميقا ثم توجهت نحو احد التماثيل المنحوته بالجدار
طرقت علي قاعدته بأصابعي
حتي وصلت لنقطه بعينها
ابتسمت وانا اضغطها للداخل لينزلق التمثال من مكانه بصوت مدوي
نظرت خلفي بقلق
لم اوقظ احد
انتظرت حتي اتسعت الفتحه ثم انحنيت متسلله إلي الداخل لأري التمثال ينغلق من جديد
الشعور بالإختناق , لم ادخل إلي هذا المكان منذ اعوام
تحركت بهدوء نحو الداخل اكثر