البهو الأزرق , قاعه الذئاب

هززت رأسي و اقتربت منه بشده و رفعت كفه لأضعه على وجهي و قلت ،
و فعلت هذا ..
تلمس وجهي
و سألتك ..
هل ستقتلني او ستخونني يوماً
و قلت لي لا ..
و انا ..
نظرت في عينيه و اسندت جبهتي على جبهته و قلت بهمس
قلت اني لن اكون ضعيفة سوى امامك ..

هل تذكر ؟
كنا .. نكمل بعضنا البعض ..
الان
لماذا اشعر بأن بيننا جفاء
انا زاهدة في القوة ..
ثم ابتعدت و قلت له ...
عد جاك ..
عُد إليّ ..
أعد إليّ شعوري بالحياة معك ..
وعدتك ان احميك من نفسك
أ تذكر ؟
كنت تخشى مما بداخلك ..
عد جاك ..
ذلك الطريق الذي انت به ، لا عودة منه

تنفست ببطء .. بإضطراب انها جوارى بعد كل تلك الفترة
نظرت بعيناها .. قريبتان للغاية استطيع ان احصى رموشها ..
و قلت بهمس :
اذكر .. نعم اذكر
نظرت لها عندما ابتعدت .. اريدها جوارى مجددًا ..
اقتربت قليلًا و قلت ببطء :
انا معكِ .. لن اغادرك انتِ من تغادرينى ..
عقدت حاجباى ونظرت ارضًا مستمعًا اليها قبل ان اقول بهدوء :
لا .. لا استطيع العودة إيزى ..
ليس الآن ليس بعد ان قطعت هذا الشوط ..
ليس بعد ان تعرفتها ..
الشعور بها .. القوة و السيطرة ..
امسكت يدها وقلت بحماس :
خشيت ما بداخلى الى ان تعرفت عليه ..
سمحت له بالخروج .. و رأيت
كم انا افضل به ..
مررت يدى على جانب وجهها وقلت هامسًا :
و كذلك يجب ان تفعلى الى متى ستقاومى عزيزتى ؟

نظرتُ له ..،
و قلت ..
منذ ان رأيتك لأول مرة منذ تلك اللحظة و قد عملت ...
انا ..
انت ..
لكن ..
ثم اقتربت من مجدداً و ضممته إليّ ببطء و قلت بخفوت هامس ..،

قل لي فقط انك هكذا ترتاح
بتلك القوة ..
تناسبك ؟ .. و لا تفقدك روحك ..
روحك التي اعشقها ..
قل لي انك مازلتَ جاك الذي احبه ..

قلها فحسب ..دعني اشعر بها ..
دعني اشعر بك مجدداً
لقد اشتقت اليك ..
و اشعر بك تبتعد عني في طريق مظلم ..
هل تطلب مني تركك لتغرق ..
هل انتشلك ؟
ام اغرق معك ؟؟
هل احنث بوعدي لك ؟؟
قل لي فقط ماذا أفعل
ابتعدت و امسكت وجهه بين راتي و نظرت مباشرة في عينيه و قلت ..
ماذا تختار ؟؟

لم اعلم بما اجيبها ..
بقيت صامتًا طويلًا تلك المرة ..
تخيرنى بين ماذا و ماذا ..؟!
بين حبها والقوة ..
بين البقاء معها او الإستمرار بما افعله ..
قلت بصوت خافت :
الا تعلمين كم روحًا بريئة قتلت ..
كم تمزقت روحى بكل ما هو محرم ..
لقد فعلت الكثير إيزى ..
الكثير حصلت على ما اردت لكن بالمقابل تغيرت كثيرًا
سنهلك هنا دون ان ندرك ..
يجب ان اضمن الآمان لنا .. فى تلك الحرب الا نهائية
بين العشائر و بين بعضنا البعض و تلك الأطياف الا تذكرين ما حدث بالحفل !
لن اسمح لأحد ان يهزمنى مجددًا مهما كان الثمن ..
ضغطت يدها على وجهى و تمتمت :
و لا استطيع التراجع الآن ..
اغمضت عيناى بقوة و تابعت :
و لا تركك .. لا استطيع الإبتعاد عنكِ لأننى لازلت احبك
فشعورى تجاهك هو الشئ ربما الوحيد الذى استطعت الحفاظ عليه و لم اخسره بسببك
فلا تخيرنى ارجوكِ

هززت رأسي و قلت ،
حسناً جاك ..
لكن ..
تذكر فقط ، اني احبك ..
ثم ابتسمت و قلت ..
إذاً انت تسعى للقوة ..
نظرت له مباشرة و قلت .،،
انت لا تتمنى إذاً العودة ؟
حسناً ..
كما تريد ..، طالما هذا ما تتمناه ..
سأحنث بوعدي ..، سأدعك تفعل ما تريد
و سأطلق لنفسي العنان انا الاخرى ..
لن اكب ما بداخلي مجدداً
طالما هذا ما تتمناه ..
لن اجعلك تختار ..

ترددت قليلًا ثم قلت :
و هل انتِ تريدين هذا ؟
هل ما تريدينه هو ان تخرجى ما بداخلك ؟
انا فقط ..
إبتسمت بتردد و تابعت ممسكًا يدها :
اعتقد ان هذا الأفضل

قلت بحزم ،
لا ... لا اريد هذا ..
لكني سأفعل ذلك لأجلك ..
لأن جاك ..
نظرت في عينيه و قلت ..
ان كبت ما بداخلي لن اكون قادرة على حبك
عليّ ان اتول لوحشٍ كامل لأحب وحشاً آخر ..
ثم تابعت بسخرية مريرة
الم تقل قبلاً ان كلانا ..
وحوش ؟؟

نظرت لها وقلت ببطء :
هل تشعرينى بالذنب !
هل تحاولين فعل هذا حقًا ؟
تنفست بعمق وقلت شاعرًا اننى احمق كبير :
ما الذى يتوجب علىّ فعله لإرضائك إيزى ؟

ابتسمت و قلت ،
منذ متى و انت تناديني بإيزي ..
الم تتعود على مناداتي بــ بيلا ؟
ثم هززت رأسي و قلت ،
لا اريد بالطبع ان اشعرك بالذنب ..،
لكني لا يمكنني تقبل تغيرك هذا ..
لذا سأتغير لأستطيع فقط التعايش معك ..
مع نسختك الجديدة ..

ثم اقتربت منه و همست ..
سأدع جحيمي يخرج
ثم ابتعدت لأجلس على مقعد وثير و قلت ،

لنرى ..
لنفعلها بطريقتك ..
اليس هذا ما تريده جاك ؟

نظرت لها و قلت ببطء :
إيزى .. بيلا .. حبيبتى
جميعكم واحدة ..
اخذت ادور حول مقعدها مستعيدًا ما رأيته منها امس ..
انحنيت لأقول لها ببطء :
اريدك سعيدة فحسب ..
اريدك قوية و قادرة على المواجهة لأننى اريدك ان تبقى ..
و تحظى بالنجاة ..
لنستمر معًا بيلا ..
ما بداخلك رهيب لكن عظيم ..
انا اريدك لى دومًا ..
لا يفرقنا اى شئ حتى الموت نفسه ..
هذا ما اريده

قلت بهدوء ..،
اذاً
لماذا انت عصبيّ و تشعر بالذنب ؟
سوف يحدث ما تريده جاك ..
هل يا ترى ..
تخاف ان تندم بعدها ؟؟

لم اعرف بما اجيبها ..
اخاف من العديد من الأمور الآن ..
اخاف ان تفقد نفسها للأبد و وقتها سيكون جحيمًا فحسب ..
نظرت لها وقلت بعد فترة بعدم إقتناع :
انتِ تربحين سأكف عما افعله

نظرت له و قلت ،
أربح ؟؟
هل تظنها لعبة ؟؟ ..
و لماذا ؟
سوف نجرب طريقتك جاك ..
نجرب القوة ..
أليس هذا ما تريده ..
نهضت و قلت ..
لا تقلق ...
ثم شعرت بنيران داخلي و قلت بصوت غريب ..
القوة ..
ثم أخذت الكمان لألقيه في النيران و قلت ،
لا مجال له الآن ..
سوف افعلها لأجلك جاك ..
هل تريد ان ترى ما أنا قادرة على فعله ؟
ما أكبحه ؟؟
ما رأيك ؟
سأريك مالم تراه قبلاً ..
قوى الذئب القطبي ..
اقتربت و همست في اذنه ..
هل نخرجه ؟

حركت رأسى نفيًا ببطء وقلت :
لا ليست لعبة .. انها حياة لذا لا ..
نظرت للكمان الملقى وسط نيران المدفأة و آلمنى هذا بحق ،
اتجهت نحو المدفأة و اخرجت بقايا الكمان بهدوء لأضعه على احد المقاعد و قلت ببطء :
اخرجيه إذًا

نظرتُ له و قلت ..،
كما تريد جاك ..
ثم نظرت في عينيه
و بدأت عيناي في التول للسواد القاتم ..، بلا حدقة ..
و فجأة إشتعلت النيران في المقاعد و في الستائر و بدا المكان و كأنه تول لقطعة من الجحيم و لكن كانت تيط بي دائرة ثلجية...
و بدأت النيران تتول للزرق ثم تتجمد ببطء لتصب ثلوجً حادة قاسية
و اقتربت منه ببطء و قلت بصوت بارد .. بلا حياة ..
هل تعجبك ..
تلك القوة ؟
أشرت بأناملي لتظهر في الهواء اوتاد ثلجية حادة في شكل دائرة مكتملة و قلت ،،
ما رأيك ..،
هل انت بمزاج يسمح ..،، للصيد ؟؟

نظرت لها محاولًا موازنة الأمر و قلت لها ببطء :
بالطبع .. لكن ليس هنا
بالغابات
و سبقتها خارجًا من المكان

دخلت الى البهو ببطء لأضعها على احد الأرائك ناظرًا لها ببطء ..
و بعد عدة محاولات عدت لهيئتى الآدمية ..
جلست جوارها ارضًا و تمتمت بخفوت :
بيلا ..

كنت أشعر بآلام لا حصر لها
تأوهت .. بل اطلقت صرخة ألم و انا امسك برأسي ..،
صرخة أرى لأتحول لذئب ابيض و لكن أعود لهيئتي الآدمية ..
لم اعد أتحكم بشيء ..
صرات متوالية و أنا امسك برأسي ..
و فجأة
انطفأت المدفأة و ضوء المشاعل و غرق البهو في صمت و برد و ظلام ..،
و جروحب مازلت تنزف ..
كنت أتألم بطريقة غير مسبوقة ..
أمسكت رأسي بقوة كبيرة و أنا أصرخ ..

نهضت لأتجه نحوها اطوق خصرها بذراعىّ ..
لأمنعها من التحرك ..
ثبتْ ذقنى على كتفها و همست لها بصوت هادئ :
شش بيلا .. انتِ هنا بخير ..
اهدأى كى استطيع ان اعطيكِ تلك الوصفة اتفقنا

كنت اشعر بالإنهاك و انهارت قوتي تماماً و عندما أمسكني جاك كنت مستسلمة تماماً في ارهاق تام ...
همستُ فقط يصوت منخفض ..
لقد ..
دفعتُ بنفسي للحافة ..
لأني ..
أحبك جاك ..
ثم اغمضت عيناي بالرغم من الجو حالك الظلمة ..
انفاسي بطيئة ثقيلة ..
يداي بجانبي بلا حيلة ساقطة ..،

ثم اطلقت تأوه منخفض لا يكاد يسمع .. و الرياح الباردة تتجول في البهو في اصوات .. بعيدة ..

عقدت حاجباى بضيق شاعرًا بالذنب فيما حدث لها ..
فتمتمت :
أعتذر اليكِ بيلا .. سامحينى حبيبتى
قدتها الى احد المقاعد و اجلستها عليه ببطء ..
ممررًا يدى على جانب وجهها برفق ..
دافعًا بتلك الوصفة التى احضرتها من حقيبتى الملقاة ارضًا خلف احد المقاعد داخلها و قلت بقلق :
اعتذر اليكِ ستشعين بتسحن حسنًا

ابعدت يده التي بها الوصفة و أمسكت يده و قلت بخفوت ..
آسفة ...
انا آسفة جاك ..
لم أكن ..،،
قوية .. كفاية !!
هل تسامحني ؟؟

نظرت لها وقلت بخفوت :
لا بل كنتِ قوية .. و عظيمة للغاية
قبلتُ يدها وقلت :
سامحينى انتِ فحسب لأننى لم اتمكن من حمايتك كما وعدتك و وعدت نفسى ..
ضممتها الىّ دافنًا وجهى بكتفها و محتضنًا خصلات شعرها و قلت بخفوت :
انا اسف بيلا ..
ارجوكِ خذيها فحسب لا اريد خسارتك

ابتسمت بوهن و قد شعرتُ بجاك .. يعود في تلك اللحظة ..، لمحات منه ..
رفعت وجهه برفق لأنظر في عينيه و قبلتُ جبهته برقة ثم ضممته و قلت ..،
لا اريد وصفات جاك ..
اريدك ان تظل فقط هكذا ..
بجانبي ..
ثم قلت بصوتٍ ضعيف ..،
لا اعلم حتى الان كيف احببتك هكذا و منذ الوهلة الاولى ..،

اخذت امرر يدى بخصلات شعرها ..
برفق و دفئ محاولًا ان احميها من كل شئ .. و اى شئ ..
ضممتها الىّ برفق وقلت :
احببتك لأنى رأيت بكِ كل ما هو جميل
لن اغادرك ابدًا .. و لن اتركك وحيدة