كريستيفا ... الحانه الليليه

شئ ما .. مضاعف
صحت بها و انا اتخذ مجلسي بعيدا عن الاضواء
اه هذه ليله قبحاء
تذمرت و استندت الي الطاوله منتظره وصول اي شئ يمكنني ابتلاعه

باسي مجددًا ، تريد شئ مضاعف !
قذفتُ محتويات الزجاجة بيدى عليها و قلت  : 
هل هذا مضاعف كفاية ؟

اانت احمق !!
صحت بها قبل ان ارفع نظري لرؤيه من هنا
اليكس !!
نهضت مذعوره و ابتعدت كأنني اري شبحاً
انت .. انت مازلت ؟!
وضعت يدي علي فمي محاوله ابتلاع ما رغبت بقوله

تلك ثاني مرة اراها اليوم و المرة الأولى غادرت قبل ان اتمكن منها لذا الان ..
نهذت لأقول بإبتسامة سمجة : 
اوووه هل رأيتى شبح ؟ 
زوجتى
الحبيبة
العزيزة ..

ربما
تقدمت قابضه يداي جواري , حاولت قدر المستطاع عدم صفعه
ضغطت علي كلماتي :
اين اختفيت ؟ , اين كنت طوال ذلك الوقت ؟

نظرت لها و قلت بنبرة بطيئة : 
ربما بعد تسليمك لـ تايلور للأطياف و احتفاظك بـ آن 
لم يعد يمنعنى من قتلك سوى الابتعاد 
و لأننى كما قلتِ فقدتُ كل ما كان بداخلي من ضوء و تلك الترهات 
فقلت لما لا اقلبها ظلامًا حالكًا 
و الآن .. 
لقد عدتُ اعتقد لأحيل حياتك جحيمًا كما فعلتِ معى.

ضحكت
اوه افعل هذا من فضلك , كنت انتظر هذا لأعوام
ابعدت يداي بإستسلام جواري
لم اسلم تاي لأحد , لكن لا بأس , هو ذهب الآن ربما الي مكان افضل , او ربما للجحيم
علي الاقل لم تعد لديه ذاكره , و لم يعد يشعر بشئ
الحقني به اذا اردت اليكس
لم يعد لدي شئ اخسره علي اي حال

نظرتُ لها بجمود ..
بمكانٍ ما بداخلي كنت اعلم ان تلك ستكون النهاية ..
انها لعنة لا فكاك منها ، 
قلتُ ببطئ بارد : 
و لما الحقك به لمكانٍ افضل باسي
افضل ان تعيشى سنوات كثيرة بحياتك 
و انتِ تعلمين جيدًا انكِ تسببتِ فى مقتل إبنكِ
وحيدة ..
بائسة ..
منبوذة .. 
لما امنحك الراحة و بوسعي مشاهدتك تموتين اكثر من مرة باليوم الواحد
و ان قلتِ ان هذا لا يحدث و انكِ لم تعودي مهتمة ..
وقتها لن اقتلك ايضًا
اقتربتُ منها لأبعد شعرها للجانب و همست بأذنها :
اتعلمين لماذا ؟

ابتسمت بألم و ابتعدت للخلف خافضه يده :
لأنني استحق اي كان ما سيحدث لي
هناك شئ واحد ارغب بأن تعلمه اليكس
انا لم اقتله
و لم اسلمه للأطياف
لم اكن قيد الاختفاء طوال تلك الفتره ..
لن تفهم
و لن تصدقني
مضي الوقت الذي كنت به تلك الفتاه التي ربما .. كنت لتثق بها
حركت عيناي بعيداً عنه :
تم سلبي اشياء كثيره لم يكن الالم منها اليكس , المزيد لن يؤثر , القليل لن يجعلني شاكره
يمكنك ان تقتلني او تتركني احيا
لن يشكل هذا فارق قد مِت منذ زمن علي اي حال

صحتُ بها : 
كاذبة ..
تنفستُ بقوة و نظرتُ لها و حسنًا كل خلية بداخلي تنادي بقتلها الان لكنى اقتربتُ لأقول:  
انا اتمنى اكثر من اى شئ ان اقتلك الان باسي 
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه 
حركتُ يداى الى جوارى و قد احنقنى اننى لا استطيع ايذاءها و قلتُ :
هل انتهيتى باسي ..
انتهيتى من التضحيات .. ؟ 
انتهيتى من بعثرة اجزاء روحك هنا و هناك ؟ 
انتهيتى من محاولة حماية كل شئ بالاراضى ؟ 
نظرت لها بإتهام و قلت : 
و اغفلتي حماية اهم الاشخاص او ما ينبغى ان يكونوا .. 
لذا .. 
انتِ زوجة و ام رائعة بالفعل.

لا لست رائعه بشئ .. انا ضعيفه , اعترف بهذا
و فشلت , لم اكن احاول التضحيه من اجل حمايه الاراضي
لكنني فعلت بالماضي
قبل ان اصبح زوجة او ام او اي شئ
افعالي الماضيه لم تغتفر
هناك من لم يغفر لي كوني شخص .. ربما جيد
حاولت الصمود لكن ..
تنهدت محاوله السيطرة علي نفسي و جلست بيأس :
ما الذي ترغب به اليكس ؟

نظرت لها بصمتٍ لوهلة ثم قلت ببطئ : 
براسكا ؟ 
حركتُ رأسي نفيًا و قلت :
لا اهتم .. لا يجب ان اهتم 
اعدتُ شعرى للخلف بقوة و زفرت بعمق و قلت : 
حسنًا جئت راغبًا بالانتقام لكن انتِ مجرد حطام باسي فمما سانتقم ؟

براسكا و اخرين
قلها بهدوء ثم ابتسمت :
سعيده لأن حطامي روي ظمأك

نظرت لها و لا .. لن انقاد خلف تلك الابتسامة ايًا كان مدى اشتياقى لها 
قلتُ بلا انفعال : 
لم يرو ظمأى فقط حولّه لإتجاه آخر .. اذًا من الاخرين ؟

حركت كتفاي بمعني انني لا اعلم
اسندت رأسي الي يداي خافظه نظري نحو الطاوله :
البعض من الاطياف و البعض من قلعتها
لا اعلم اسماء محدده
نهضت محاوله ان اتفادي النظر له :
لا فائده من السعي للإنتقام اليكس .. حاولت
لكن كما تري
كما قلت انت
حطام

نظرت لها و قلت بنبرة بطيئة : 
اختفيت كل تلك السنون من اجل ان اجهز نفسي لإنتقام لائق باسي 
انه ما احيا من اجله و بدونه ..
لا معنى لحياتى 
لذا بلى انا اريد الانتقام ..
لأنه ما يبقينى حيًا باسي ..
نظرت لها مطولًا و اكملتُ :
فلم يعد لدي شئ سواه .

علي الاقل احدنا يملك شئ
حدقت بالفراغ بصمت ثم نظرت له قائله :
علي الذهاب
ربما اراك قريباً
مضيت نحو الباب قبل ان اقول دون التفات :
ابقي حي .. رجاء
تنهدت ثم اندفعت نحو الخارج لأبتعد وسط الظلام

تابعتها بنظري حتى وصلت للباب دون إجابة ثم قلتُ:
انتِ ايضًا 
سحبت زجاجة من احد الثملين بالمكان و عدتُ اجلس بالظلام بعيدًا عن التجمعات كما كنت.